عزيزي ڤنسنت - المقطع الثانِي




كانت ذاكرتي مرتبكة للغاية
تماما كرد فعلي حينما يباغتني أحدهم بالسؤال بديهي الإجابة: «كيف أنتِ؟»
«أنا؟» .. «بخير.. أعتقد!» «أليس كذلك؟!»

أنا بخير! .. بالطبع!. ولمَ أكون غير ذلك .. بخير تماما
.. كذلك الفرع الأخضر المتشعب بشكل مثير للإستفزاز من جدار بنايتي السكنية، الخرساني.
أحملق فيه بجمود وأنا أنتظر سيارة الأجرة قبل أن أتوجه إلى مكان سأعرفه فور بلوغي إياه..
يحملق فيّ بدوري، وينبت بوقاحة، أوراقا جديدة في اليوم التالي..
فيصيبني بالحساسية
كما لو أنه استشفّ أفكاري، فقرر أن يلقنني درسا
فأصبح حبّه المتناثر بالحياة في الهواء.. يسبب لي السعال

أتعرف «ڤنسنت»
 كما أن للبيوت روائح مميزة .. كبشرة البشر، فهي لها مزاجٌ أيضا
وبيتي يصبح مزاجه رائقا للغاية بصوت العصافير، وبالزائرين الطيبين
وبالبخور والزهور
واليوم أصبحت وبيتي رائقين بشدة، لأنني اكتشفت أنني يمكنني أن أصنعه بسهولة أينما حللت
عليّ فقط أن أصنع فيه كوب شاي ساخن ويكتمل تعارفنا بالاستلطاف المتبادل

أريد أيضا أن أخبرك أمرا أدركته للتو
لم أعد أجيد الحكي مع صديقاتي بالكلام،المنطوق أو المكتوب أو المكبوت
مضى وقت طويل منذ استطعت أن أشارك دون توقف
ووجدتني قابلة للسكوت والانخراط في سطحية الأحاديث
استسهالا واستهلاكا لطاقة الحكي في المطلق دونما استهداف نتيجة مرجوّة

الأفكار تُصبح أكثر تعقيدا كلما كَبُر زمن ترددها
وفي نهاية المطاف تقرر أنها لا تريد أن تغادر أريكتها.. وتلتزم بالمشاهدة من النافذة/الأعين

على كلٍ.. أتمنى ألا يكون قلبك عامرا بالأسئلة
وأن تكون قد ألهِمت بمُبتغى إلهامك.. وبالنوم العميق
..


Comments

Post a Comment

الأكثر قراءةً