عن الأمور العادية



في زمان أصبح عاديا للآباء أن يواروا صغارهم التراب
علّهم ينبتون من جديد
لن يكون غريبا جدا إذا استيقظت ذات نهار
وأنت تشتاق إلى عدم الوجود
فالشتاءُ قارس هذا العام
وكل الأمور باتت عادية
..
في زمان أصبح معتادا فيه صوت الموسيقى الصاخب
المُصاحب لتلاوات الوحيدين على الشواطئ
عيونهم معلقة بشيء لم يتضح بعد
ربما للنهار الجديد، أو لمركب إنقاذ 
ينتشلهم مما يعتمل في الأرض التي ولدوا عليها

في ضوء النار تولّد الانبهار منذ البداية
وفي الليل البارد، النار لا تكفي
والصوت لا يكفي
بل الغناء وحده
الغناء في أذن حبيبتك إلى أن تنام
فتشعُر بأن فوضى العالم قابلة للّملمة
ومد صوتك بطوق الإنقاذ، قابل لاحتواء العالم
..

تأمل جيدا، الوجه الضائع على صفحة الماء
تذكر الشعور الذي يلوح على جبين الموجة
واحصِ خفقات المياه الضاربة على وجهك
تلك تجاعيدك
وصفحات عمرك المنقضية

وتلك الفرص التي لديك
فلا تضيعها!

هل هذه يدها
أم يده
تقبلها تقبل
فهي ترفق بك
وهذا كل ما يهم

خُذ كل ما استطعت من دفء
واقتبس الأحمر من دور الضحية
وأصفر ياسمينة الشتاء العنيد
وامتزج
بالهواء
واغفر لنفسك حاجتها للدواء
كلما أصابها السقم

Comments

الأكثر قراءةً