في الفوضى العارمة.. نتحول لحبات فاصوليا



كان وجه الرجل المُسن بعدما سأل عن وجهة المكان
 ماثلا للاخضرار
وحينما واصل مسيره إلى حيث وصفت له الطريق
تحول إلى شجرة وضرب جذوره في الأرض
..
في الحديقة حيث تحتفظ الأرض بأصدقائها القريبين.. شجرا وارفا
مررتُ ذات ظهيرة.. وقطعتها طولا وعرضا
دون أن ينبت مني شيئا سوى الأسئلة
كلما جاوبت أحدها، هددني آخر بالقطف
..


في فترات الفوضى المماثلة
صوت الخوف يعلو بتزايُد الأسئلة
يريد من أمه رغم كونه عملاقا ضخما.. أن تحمله
لكن الأخيرة لا يسعها
كما لم يسع *شجرة الفاصوليا السحرية، أن تحمل عملاق جاك

هي في الواقع لا تهتم بالقصة التي أُحيكت حولها..
بل تمنّت فقط أن تشبّ نحو السماء
علّ ضجيج الأرض يخُفت
..

.. كالظِلّ.. الخوف ينسكب على كل ناصية
على كل متجر فارغ من ورق المناديل
وفي كفّ يدٍ تفرك الصابون بعصبية كما لو كانت ستوقف به امتداد القدر
 رغم أنها لم تغادر الفراش منذ أيام بدعوى الانصياع للمحاذير
..

في الحديقة حيث تحتفظ الأرض بأصدقائها شجرا وارفا
الشيخ الذي دللته على الطريق
ينام داخل الصفصافة
وينتظر الربيع
وعدته بالزيارة في العطلات الأسبوعية
ولكن ارتداد الحديقة يزيد من رغبتي في السعال
والناس حاليا تخاف من السعال كخوفها من الظلام
..

في الفوضى العارمة.. نفكِّر مليّا
وفي خاطري هذه الأيام لعبة نفخ فقاعات الصابون
  مكيدة فيمن أفرغوا المتاجر من كل أنواعه

الفقاعات تكبُر في مخيلتي وتبلعني
وتطير بي فوق الصفحات التي وثّقت كيف كبُرت بهذه السرعة

الفقاعة تسقُط فوق بيت طفولتي الذي لم يتغير
هذا البيت لا يكبُر
وكلما كبُرت أنا.. صغُر
كأنني سندريلا بعدما أكلت كعكتها السحرية 
وتحوّلت عملاقا يرتدي بيته كـ چاكيت

من النوافذ يخرج ذراعيّ
وعليّته تغطي شعري كقبعة
أرتديه جيدا.. فأشعر بأمان كاف لكي أقرر النزول وزيارة الصفصافة
  ولكن ..فور أن أُشفى من نوبة السعال
ومن فوضى التخيُّل
  التي تكبُر تدريجيا وتُصمِت العالم لكن لا تُخفِت صوته
..

 في الحديقة حيث تحتفظ الأرض بأصدقائها شجرا وارفا
أشعر أنني حبة فاصوليا سحرية
 أريد أن أضرب بجذري  قرب الصفصافة.. وأشبّ برأسي فوق السحابات
لأتنفس ملء رئتي ..
وأعود بعدما ينقضي الضجيج
...
.

-

انتهى

Comments

الأكثر قراءةً