في عيد الأحمر والإفراط.. أين نحن؟





لا تدع هذه الصورة تخدعك.. فأنا لست من مُتَّبعي احياء ذكرى الشيخ فالنتين
وهذه المقالة ليست عن علاقاتنا بأحبتنا ومساعينا اللحوحة والدائمة في التعبير عن منزلتهم المميزة فينا بلُغة لم يُخلق حرفها بعد.. ولا هي عن البحث الحثيث عن المنتجات المحشوة بالقطن أو الشوكولا أو البودرة اللامعة للتعبير عما نكنّه

بل هي عنّا نحن.. عنك أنت تحديدا ومشاعرك وطاقة روحك .. ولا أحد سواك

في الغالب تبدأ العلاقات من مُنطلق أننا وجدنا "نصفنا الآخر".. الكائن المُكمِّل لنقصاننا
هذا النقصان الذي نعتبره واقعا حتميا وبديهيا دون التوقف للتفكير لثانيتين في سبب اتهام أنفسنا به دونما داعٍ
من الذي جعلنا أنصاف تمشي هائمة على الأرض تبحث في مشهد أقرب لأفلام "الأبوكاليبس" عن "آَخَر" نُعِدُّه الرمق الأخير لوجودنا ولولاه لحيينا ما حيينا دونما هُدى أو اطمئنان كمن حلّت عليه لعنة أبدية

لرغبة أرواحنا في السكون لشريك.. حكم بديعة وجمال آخِذ لن يتوقف عن إلهام شعراء العالم
فمن نعم الخالق تكوينه لهذا المتسع العبقري العامل على حثّ اكتمالنا شعوريا واستقرارنا
ولقدرة هذه العلاقات التي تتوج نُضجنا ومعرفتنا لذواتنا وما تحتاجه، على خلق مساحات واسعة من القدرات الجديدة والإمكانات
لكن بصرف النظر عن الآخر.. وعن موقعنا في رحلة إيجاده/ اختياره/ أو طبخه! .. هل نحن على أرض ثابتة داخليا ونعرف ونُكِّن كل هذه المشاعر المُدَّخرة، لنا أولا؟

السؤال إجابته سهلة، وتكمُن فيما يلي
متى كانت آخر مرة قررت أنك لن تقوم من السرير لأن جسدك مُتعب ويستحق ساعة نوم إضافية؟
وبعد القرار! لم تقم تسُب وتلعن خمولك الذي فوّت عليك موعد الفطور وقذفت نفسك بصفات الكسل التي علمت منها وما لم تعلم

طريقة أخرى
متى كانت آخر مرة شعرت بثقل ما تخوضه في حياتك وقررت أنه يحق لك بشكل تام أن تبكي
وأن ترفض مقابلة أو مكالمة هاتفية.. لأنك متعب 
وتعبك مُقدَّر ويجب احترامه وكفل مساحة مريحة له ليأخذ مجراه ويمر بسلام
دون جلد ذات على تقصير أو اتهام نفسك بالضعف، أو استشعار أن سلوكك في ذلك مشين ومُخجِل

أو.. متى قررت طلب المساعدة؟
معرفة متى ينبغي لك أن تضغط زر الإيقاف والانسحاب أو السير في اتجاه معاكس.. قرار يتنافى تماما مع الضعف أو الجبن
وكذلك استجلاب طاقة لنفسك من زحام اليوم
تخصيص ساعة في النهار لتمارين خفيفة وفطور مريح وأذكار بدلا من بدء اليوم من أول لحظاته جريا لاهثا وراء الساعة والمهام والعمل أو الدراسة

السقوط والمحاولة مجددا بنفس القدر من المثابرة لتعتني بنفسك وسلامة روحك.. هنا تكمُن الشجاعة كلها
وحينما يكون ذلك الأولوية قبل تعداد كم مشاورا أنجزته هذا الأسبوع لقضاء مصالح ما، لا بأس حينها أن تبتاع في عيد الحب بالونا أحمرا وعلبة شوكولا تأكلها وحدك وأنت تشاهد فيلما محببا وتشعر بالامتلاء
.
.

انتهى
-

Comments

Post a Comment

الأكثر قراءةً