أفوكادو أم جوافة؟






ربما تكون أفوكادو وربما تكون جوافة.. قلبك سهل الوصول أو دواخلك صعبة المراس.. الصمت حتما سيأكل ما فاض منك، ويترك المعدن الأصلي لروحك فقط.
الصمت للداخل يختلف عن الصمت للخارج..
الأول يأكل منك، والثاني يأكل على شرفك مائدة عامرة بأطايب المكنونات.


وبمناسبة الصمت، وتضاده.. المقاهي تفتقد زياراتك الخاطفة ومشاركتها بما لديك من أفكار مبتورة، وخطط مشطورة.. إلى نصفين، نصف لك ونصف عليك.

هي تفتقد أن تلصق بكنزاتك رائحة الحكي الغوغائي المنساب في الخلفية كصوت جمعي يتشاركه العشرات ممكن يشاركونك المكان.

لن تستطيع تمييز ما يقوله هذا الصوت لك، لكنك تسمعه بوضوح. بل ربما أكثر من اللازم أيضا..! فيصُّمك بترحيب وموافقة منك عن إدراك صوتك الداخلي.


قد تخاف فجأة من فقدان ملامح وجهك من طول مدة ما اختبأت في الأناس العابرين. والمنهمكين في إنهاء فناجين قهوتهم.
تخرج كمن فاته موعد، مسرعا مهرولا، ولكن لا يفوتك أن تنظر في انعكاس برك المياه الداكنة المحتضنة للأرصفة.
تقول: هل هذا أنا أم هو شخص وطأ على وجهي ووطأت على روحه؟


تسير في اتجاه متاجر الملابس المتباينة والمتطابقة في آن ، وتتفاجأ من انعكاس صورتك على فاترينات التخفيضات، المستغلة لكل مناسبة لكي تلاعب لك لسانها. تتفاجآ لأن هذا الوجه ليس ما تخليته لك.
تقول: هل هذا أنا أم هو مانيكان تلبّس وجهي وتلبّستُ ذائقته في الأزياء والموضة؟
لا إجابة سوى الهدوء الصاخب لساعة زحام مرورية.


تقرر ركوب حافلة أكلت أكثر مما تحتمل من المستعجلين لبلوغ وجهتهم، تأكل شطيرة وتحشو بها فمك أنت أيضا، "لا شخص أفضل من شخص!" تقول للحافلة، وتنزل في محطة تسبق بيتك بمسير ساعة كاملة .. فقط لتثير استفزازها وغيرتها من ساقيك.


لا ينبغي لأحد أن يقول كلمة لا يريد أن يعنيها.. كما لا ينبغي له أن يُحرم من قول الكلمة التي كان يعنيها في الأساس.
ولا ينبغي أن يمر حزين حظٍ بالليل وحيدا، مُجبرا على الصمت والتفكير للداخل.. بينما الداخل جائع، ومعدته الفارغة تئز بصوت مرتفع.

Comments

الأكثر قراءةً