شاي بارد




لم يعد استفزاز المساحات البيضاء الفارغة مدويًّا 
صار بالإمكان أن يكون ركن الغرفة فارغا دون نبتة أو مصباح
 كما بات من الممكن ترك صفحات الدفتر عارية تماما.. وتجاوزها لصفحات فارغة تليها
..
كوب الشاي البارد يواصل ترديد مرارته الشهية على لساني
بينما تنساب معزوفة بيانو رائقة أشبه ما تكون بـ الهدوء إذا ما كان للهدوء نوتة موسيقية

تفاجأت اليوم أن سيل محاولات التعبير المتكررة.. وإخفاقاتها المتكررة بنفس القدر أو أكثر
 تنبش لنفسها بتؤدة.. نهر قبول فائض في قلبي

ربما سيصبح بالإمكان قريبا.. أن يصير الحكي عبر وسيلة أخرى غير الكتابة
ما الحاجة إلى رموز داكنة على مساحة لون مغايرة
إذا كان من الممكن أن تسقط الكلمة بدويّ مختلف بين عقل وآخر

هل تقرأني الآن.. بنفس صوت الراوي وتنهيداته ولحظات تنفسه وتوقّفه.. التي يسمعها غيرك ويقرأني بها حالا في نصف آخر من الكون؟
هل هناك شخصان..يفصلهما عالم.. يقرآن الآن؟

..
الجوع ينبش معدتي كل يوم في ذات الموعد
وفي نفس الموعد كل ليلة، أتفاجأ، وأرتبك أمام التلبية
فأستجيب بالتهام بعض الأفكار المترسبة وأنا أقضم تفاحة
ويأتي جوابها المعتاد بالاعتراض على كل ما يكسر خلوتها، وإن كان ماء
..

أقف أمام الركن الفارغ 
والصفحة الفارغة
والشغف الفارغ
وأُصر على مبدأ عدم البناء وعدم التشبُّث 
لكن معدتي تعترض على كل شيء

Comments

Post a Comment

الأكثر قراءةً