عزيزي ڤنسنت .. (المقطع الأول)





عزيزي ڤنسنت .. أُخبِرُك أمرًا فاتني في رسائلنا السابقة
لطالما أحببت النظر إلى الأعلى، إلي حيث لا أرى قدمي
إلى البقعة الشفافة في السماء، التي ينعكس عليها ظلّي
لا أريد أن أنكفي كسُنبُلة قمحٍ مُثقلة
ولا أريد أن أرى حذائي، وما علق فيه من تجارُب
..
أعلم أنك عكسي، تنظر إلى الداخل كثيرا
إلى تلك النقطة الداكنة التي حفرتها في صدرك
وإلى الليلكي الذي حوّل بياضُ قميصك إلى وَجنة مُخَضَّبة باحمرار التجارب الأولى
ولكني لست بذلك الوضوح مع نفسي
أو بتلك الجرأة في الرسم على جِلدي، بما أرى وعيناي مغمضتان
ولا يمكنني، للأسف أو لحسن الحظ
أن أتخيل دَفَق نابع مما وراء صورتي الخارجية
يكفيني، ويكفي الآخرين، كما فعلت أنت دون أن تنتبه


حينما تحدَّث المُنحَنْي
المُتهدِّجُ
المُسنُّ
ذو اللحية البيضاء الناصعة
والحماسة الشابة الفاحمة
والسِعة الأبدية .. مجددا، رأيت الصِبىَ وهو يداعب شعرتي الفضية
التي تأبي إلا أن تظل واقفة بحضورٍ شجاع، بين كستناوات شعري الخَملىَ

ذاك الصِبى الذي ينسكب من سحابات الغسق بحمرتها الماجنة
فتُدَلِّل آخِر أَمَارَات الشمس على صفحة الكون، وتطويها بامتنان


لا ينبغي لنا أن نخوض هذا النقاش، على الأقل ليس الآن
ولا ينبغي أن تعرف عن نبضات قلبي الإضافية في الآونة الأخيرة
أو عن الشباب الذي بات يجتاحُ شَعري ومشاعِري
خاصة .. بعد أن ابتلعك الليلكي في صدرك
وابتلعتُ أنا معظم ما يجول في صدري
..
-

Comments

الأكثر قراءةً