لا أصدق من الملح





لا أصْدَق من المِلح

لا أكبَرُ من الاغتراب

لا أقسىَ من تحقيق الأمنية

بقلبٍ زهد من المحاولة

وتدثّر شغفه بالتراب


لا يمكن للصوت إلا أن يضيع في هواء العالم

في ركنٍ قصيّ ممتلىء ببقايا أصوات الجميع

كومة من فضل الكلام غير البالغ مداه

ونبراتُ الذين رحلوا

بلا أحد يتذكرهم

 ويُبقي نورا مُضاءً في الليل ليرشدهم

..

 في العالم الذي لا يشبع من مضغ الإنسان

وهضم مساعيه كلما اجتهد

الصوت يتردد 

لا يتبدد

يتراكم

يتمدد

يغطي السواد بوميض النجوم

إشارة وكلاما 

الومضات.. حروف وقصص

روايات وأمنيات وأسرار

التائهون وحدهم يسمعون

الصامتون لا غيرهم.. يتّصلون

يهابون المشهد

فيقررون الصمت .. والتحدّث للداخل

مخافةً من المواجهة

وانفضاح السِتر

..

البشر الذين يمضغون حاجتهم فقط من العالم

بما يكفي حدّ البقاء 

غير جوعى وأسوياء

يغتربون

عن الذات والحنين واللغة

عن مُعتاد الأشياء

عن الانتماء

لأي شيء.. لكل شيء

يقبلون

يتأقلّمون

يجفّون من الداخل

يقولون "حسنا"

ولا يبقى منهم سوى.. مكان شاغر

وكلمة مكوّمة في رُكنٍ قصي

قد.. يسمعها أحدهم.. يومًا


Comments

الأكثر قراءةً