أرض تضمر لك المكيدة

 


كلما دققت النظر

تباعدت الصورة عن رؤيتك

هذه الأرض التي تخاطبها كحبيبة

لا تبادلك ذات الشعور

وتضمر لك المكائد

..

حينما تقفز غدا لتلحق بالقطار قبل أن يغلق أبوابه

ستتعثر في الحقيقة

وتنتبه

أن الصورة التي انعكست في شباك التذاكر

لم تبادلك ذات الشعور

وسيضيع موعدك

كأحلامك التي كَبُرت على التصديق بها

..


حرارة وجنتيك في أول النهار

أو آخر الليل

ليست متعلقة بطقس هذا اليوم.. أو نافذة بيتك التي تصر على غلقها

بل هي ما يتضرم بداخلك

من حنين لأرض 

لا تبادلك ذات الشعور

..

ياحبيبي

الصغير الكبير 

الذي لا يعرف كيف يتهجأ الكلام وحده

ولا يعرف مسك ملعقته إلا إذا أمسكت بيده

ولا يعرف المُضي.. بلا اتكاء على اتكائي عليه

لا تخف من الأرض

وحرارة وجهك

ومن إفلاتي

لا شيء باقٍ سوى الصوت في صداه

مرددًا كم يبغض الخذلان

والمشاعر غير المتبادلة

ولهيب الخوف رغم برد الشتاء

..

هي الوِحدة أنيسُنا الوحيد

ياوِحدتي ووحيدي

لا تخف أبدا

ألّا أبادلك ذات الشعور


فالأرض ذاتها

طردتني

وشرّدتني

وضلّلتني

فظننت أن السبيل موجود.. إن اجتهدت

لم يكن الأمر.. سوى مكيدة

لتوريطي في الانسلال

من بين ثنايا الرخام

وصولا للطين

والحصى 

وصولا للعمق .. وعمق العمق

لأكون أرضا

قاسية بدورها

لا تبادل العابرين.. ذات الشعور

.

.

Comments

الأكثر قراءةً