ما هو مقابل الحُب؟



في سؤال طرحته عبر حسابي على “إنستجرام” البارحة، سألت “ما هو مقابل الحُب؟”، وكالمتوقع/وغير المتوقع أيضا، جاءت أغلب الإجابات بهذا الترتيب. 





قال برتراند راسل إن الخوف هو المصدر الأساسي للخرافات، وهو أحد أهمِّ مصادر القسوة.. لذا فالخوف والحُب لا يجتمعان في قلبٍ واحد. 
فهو كالزئبق يمكنه أن يغير مادة الحب في القلب فتصبح شيئا آخر
يُصبح الحُب حينها "حاجة"، أو "هوس" أو حتى "خطر"

أما الفتور، فقد يكون فعلا مقابلا للحب، كما يمكن ألا يكون!
فـ شخص فترت مشاعره قد يواجه الحُب يوما إذا ما تعرض لحرارة كافية تغير أصل معدنه.
الفتور فقدان اهتمام، لكن ذلك لا يعني أنه لا يُمكن معاودة اكتسابه يوما، من منا لا يتغير أو لن؟!
 غياب التركيبة الكيميائية فقط هو ما ينقُص في تلك المعادلة. 


أما الكراهية، فهي غَضَبٌ مُستتر، سَخَط من نوعٍ مُعين تجاه فشل محاولة ما، أو هي إخفاق في الفهم والاستيعاب والتقدير. 
الكراهية منقوصة مُنقصة، غير مُستقرة أو ثابتة، وهي قادرة على التعبير عن نفسها في صورٍ شتىَ، كاللؤم، والكيد، وحتى الجريمة. 

كما يمكن للكراهية أن تتبدَّل كُليًّا، لتصل إلى الوجهة المقابلة من النهر إذا ما سُقيت ببعض الإنسانية وأفضلية الشك، ويا كثر ما آلت بذاتها لمشاعر تناقضها، فأمست حبا وولعا مُجردا. 

لكن الخوف، الخوف وحده، يأكل أي “احتمال” لأي شيء على الإطلاق. الخوف لا يدع مجال إلا لأفعال “دفاعية” و”وقائية” برأيه، ولكنها في الحقيقة “قاطعة” لكل الفرص، لأن الفرص من منظوره هي “تهديدات” تتربص به وتريد أن تبتلعه في شباكها.

"رسمة بعنوان: "وجوهٌ خائفة
حبر على ورق مقوّى


الخوف يقطع سيقان المحاولة قبل أن تخطو أولى خطواتها. وهو يُسمم العقلانية والمنطق، كما يُسمم الحَدس ويمتصه لآخر قطرة، فيُصبح الحدس في حد ذاته هو الخوف متجسدا. 

يمكن للخوف أن يبني سياجا هائلا على القلب، فلا حتى ينتبه في خفقته إلى أنه قادر على أن يكنّ بأي شيء لسواه (الخوف). 
الخوف هادم للآمال، ومُقيّد للعزائم، ومُثبّط لبديع ما تحمله الفرص من احتمالات. وهو يلبس الفؤاد لباس القسوة، لأنه بلا ذلك سيُصبح عُرضة لكل “المخاطر” المُحتملة وغير المُحتملة حتى. 

وهو أسوأ ما قد يقود الإنسان ويدفعه، ولولا حظوته على رأس قوائم مُكبلات الأنفس والأفكار، لما استخدمه الطغاه لتسريج الشعوب. 
وهو الشعور الوحيد القادر على ابتلاع الحب، رغم كل ما لهذا الشعور المُهيمن من مقدرة

..
..
..

*المقال رأي شخصي*

Comments

الأكثر قراءةً