ذات جمعة.. حينما طاب التخيُّل




بعد أيام بدا فيها كل شيء عادي.. ثقيلٍ كحجر على قلبي
وأن الكلمات تتصدّع بعظامي أولا قبل وصولها لفمي كي ينطق بها
استيقظت ذات جُمعة.. أشعر ببعض السكون
وكأن زوبعة مرّت وآن للسماء أن تكشف سحابها
..

طقوس الاحتفاظ بأكثر قدر ممكن من هذا السكون تستدعي مني:
قراءة قرآن واحتفاظ بصدى كل حرفٍ مليّا قبل الوصول لتاليه
يوجا.. ومطّ الروح قبل الجسد لكي تتسع لاحتمالي كما يجب
ثم التفكير مليا، ولكن بهدوء.. دون وحوش بريّة تطارد الفكرة كلما استقرت على مآل
التنفُّس.. أتفاجأ كثيرا لما يمكن أن يفعله التوتر والضغط في وتيرة أنفاسي
 فكّ عقدة الحاجبين .. كلما اشتدّ وتر قلبي، سحب معه خط حاجباي دونما إرادة مني
الماء.. شُربا ونقعا لاستعادة الحياة في جسدي
مواعدة نفسي على كوب قهوة في مكان مريح

..
بعد الخروج من هذه الدائرة الآمنة من الطقوس
أشعر كمن خرج للدنيا للمرة الأولى
وكلما احتدّت أيام التعب كلما كان أصعب استعادة توازن وجدوى تلك الطقوس
ولكن كلما تمرّست فيها، كلما أصبحت المقاومة أسهل
..
في خضم سكوني.. مستلقية على الأرض أمام الشرفة المُقبلة بمصرعيها على السماء
وَقَفَت حمامة وادِعة، تَرَكَت باقي زميلاتها يلتهمن ما نَثَرْت من فتات، لتتأمل وجهي
وَجَّهَت عُنقها الناعم يمنةً ويسارا، ثم علّقته عليّ تتبع حركتي وكأنها مرآة
شَعَرتُ لوهلة أنها تسمع ما أفكّر به
وتعلم ما يدور في خلدي جيدا، فقرَّرَت أن تُبدي دعمًا وتفهُّمًا
سَرَت طاقتها مخترقة الزجاج الذي يفصلني عنها
ومسّت قلبي
 كنسمة هواء تهمس "أنا أشعر بك" وتبتسم
..
ربما تخيلت الأمر برمته
ولكن ما أطيب التخيُّل
خاصة بعد أيام مرهقة
لا إنجاز فيها سوى المرور حيّة بساعاتٍ ثِقال

Comments

الأكثر قراءةً