حين ظنَّ الأقحوان


في المرة التي تجرأت فيها على امتداد ظلّي.. فسبقته


واستزرعت قلبي في المكان

حتى ظنَّ الأقحوان

أني أسرق الندى من فوق غصنه

والتراب من تحت حُلمه

لأصنع صديقاً طازجاً

يسير خلفي كلما كففت الخُطى،


يقف الظل هناك مُحدقاً

في عيون مئة شخص عابر

ولا يرى إلا عيني التي تجسُّ نبض الطريق

وتخافُ خوض الماء البارد

فتقف،


تقف وتحرِّك ذراعيها في الهواء

كشرائط زينة ملونة

مربوطة في الحياة

ووحده الهواء من يبث فيها الروح

والشغف..


..

بنيت نفسي جداراً خلف هذا البيت

نثرت قلبي بذرة في إسمنته..

وعاموده الأوسط، عظامي

ونور أسفل العتبات، جفني

..


قلبي يحنُّ لهذا البيت

يبنيه حجراً وورقاً وصوتاً وأغاني

ويتخيل السنوات الممتدة

كقماشة حرير..


ورُغم أن الشمس تُشرق كل فجر على الجدار

لكني لا أجد الوقت يتفتَّح زهرةً بين أناملي..


في الوقت العابر الذي مضى

مرَّ الكثير،

كالموج،

كالرصاص،

كنسمة عابرة لا تريد شيئاً

إلا أن تُضمّد صدرنا المفتوح على مصرعيه

لما يحمله لنا الغد من حصىَ

 في سلة خبز..

Comments

الأكثر قراءةً