الطائر الأحمر يحط على ضلعي





الطائر الأحمر في صدري..
 يحطّ من ضلع لآخر
لأن الجهة المقابلة دائماً ما تبدو.. 
أهنأ وأنعم لكي تتسع لجناحيه

في الصوت الذي يتبخر ما أن ينطق الكلمة
ليس من المفروض أن تشعر دوماً بالخسارة
هي القوة تنساب.. تنسكب..
 تشربك جرعة واحدة
ثم ترُدُّك مجدداً، حائراً غائباً..
 تختار الكلمات في صمت
وتنساب مع الهواء.. أينما رحل، ارتحل

ليلك الذي يحلّ كل ليلة.. أبكر
لم يستطع أن يجابه الشمس التي..
 حلّت كتلميذ متحمّس للدرس الأول
في فصل يكسو نفسه بالبرد
لكي يسكُن ويطمئن 
وكأن لا أحد قادرٌ على رؤيته
طالما كان بارداً يكابد احمرار أنفه..

الناس تسير.. كساعة لا تقف
 في فوضى.. في عَجَل..
يخطّون على حدود بلاطات الرصيف
في استهتار واضح.. وتجاوز صريح
لقوانين الهلاك المحتوم عند مسّ الخط بحذائك

"الحدود لا تُمس.. وإلا حلّ عليك الهلاك الأبدي"
 قوانين مفروغ منها وضعناها في الخامسة من أعمارنا
وكبرنا دون أن ننساها.. 
كوجه المرآة الذي لا يَصدُق كلما أمعنّا فيه النظر
لليوم أحرص على السير داخل المربعات
في منتصفها بالتحديد، في أمان تام
وأضيع تماماً في الأرض المشوشة ..العارية
والوجوه الضيقة في تقطيبة حاجبين..

أسكُت.. على الأرجح، على الأغلب
 أحدِّق ملياً في كل تلك المدن، والوجوه
وأزداد صمتاً..
أسمع كل هؤلاء المختلفين
 في الرأي والحُب
وأغرق بنعومة، في زيتٍ عِطريٍ من السكون
يجعلني لا أستطيع الوقوف ثابتة أبداً على حجر

أسمع الهدير البعيد لعينيك ..
وأزدادُ صمتاً، وأرقاً
الهدير البعيد قُلت؟
القريب جداً..
لكني أعشق كلمة "البعيد"
البعيد البعيد البعيد..
 ليس أنت
ليس أنا.. ليس نحن
لكنه في الوقت ذاته.. كل شيء
كل شيء بعيد بعيد
كلما اقترب، ضاع وانتحب

لولا "البعيد" الهادر، لما عرفنا القريب جداً
وهل كنّا لنعرف أنه متناءٍ كالضباب
لولاً أصله الحميم المُطبِق
لكل ما هو بالداخل، بالقرب
بالقلب..
كطائر أحمر، "طائر النار"
يخفق يخفق.. كقلبي
قبل أن يَنسَلِب..

Comments

الأكثر قراءةً