إسفنجة غارقة في القصب



Nintendo Duck hunt repurposed oil painting


في العالم الذي لطالما امتلأ بالفوضىَ

اشترى لي والدي يوماً لعبة لم تكُن لدى غيري

حَمَلت المُسدَّس، وحاولت اصطياد البط ذو الأعناق الخضراء الذي حلّق على شاشة التلفاز

 انبهرت، واصطدت عشر بطاط لها أعناق خضراء أنيقة لم يسبق لي رؤية مثلها من قبل

بعد عشرين عاماً من انبهاري الأول، ونشوة الصيد الافتراضي

رأيت البطّة ذاتها تُحلِّق فوق رأسي

فوددت لو أعدت أبي من الغياب للحظة

 أخبره فيها أنني فهمت تعبيره المادي عن الحُب 

 الذي حاول به تعويض غيابه وسوء تعبيره

ولإخفاء ميله للتآكُل من الداخل

لكي لا يثير الجلبة، أو يُثقل على أحد

...

في العالم الذي لطالما امتلأ بالضجّة ونُدرة الكلام

قلبي إسفنجة غارقة في القصب

غارقة في المذاق الحلو اللاذع الخانق

أعصِرها فتقطِرُ رغبة في البكاء

لا تنضب

قلبي إسفنجة مشنوقة بالهواء

كلما طالتها وَكزة

نَفَذَت

..

البطة ذات العنق المخملي الأخضر

حدّقت فيّ بوقاحة لا مبالية اليوم

 فقرَّرت مهاجمتها 

أنا التي قد تُحدّق لساعات في ريشة عالقة في الشجر

جريت نحو الطائر الوقح كقُنبلة موقوتة بالفزع والرغبة في الهرب

 هاجمته، وألقيت عليه ضجيجي المُدجّج بالحنين

زئرت في وجه الذكريات

فقامت البطة اللعينة بالتحليق 

فأسقطتني على رُكبتي

مهزومة بكُل ما أكننت من حُب للأشياء والأشخاص

برصاصة نافذة من مسدس لعبتي القديمة

..


Comments

Post a Comment

الأكثر قراءةً