طائر بيوكاوسكي


Meyer Bird Prints - 1857



هناك صورة في رأسي

تتشكّل الوجوه فيها وفقاً للفصول

في الشتاء يحلّ بيوكاوسكي

ويشقّ صوته الليل

ويزيد الهواء الخانق الذي أتنفّس

فأشعر بالخفة من اختناقي الأصلي

..

في الخريف شتراوس يهشّم الورق تحت حذائه

ويجمع الفتات يصبّه نغماً في أذنيه كل ليلة قبل أن ينام

لكي يبدأ صباحه بخلق نوتات جديدة

لم يعقلها غيره

..

في الصيف بلاث تقول لي أنها كسبت لونا برونزياً

بعد رحلة تجديف مع صديقاتها

وأنها تناولت ٤ أكواب من الحليب على الغداء

وتُقبل على الحياة بتجميع طوابع البريد

قبل أن تقرر وضع رأسها في الغاز وترحل

لأنها ببساطة لم تشعُر أن كل ذلك يستحق

..

في الربيع..

أبحث عن أحد

يملأ الفراغ

 ويسرد الكلام الذي أود سماعه

للبقاء بعقلي دونما غياب

..

لا أريد أن أفقد القصص في رأسي

الصورة بداخلي تتشكل

تختفي وتتشكل مجدداً

تغيب صورتها أحياناً أيضاً

عندما أتعب.. فقط عندما أتعب؟

آمُل.


 قد يحدث لا شيء ثقيل على الاحتمال

وقد لا يحدث أي شيء أثقل لبعض الوقت

فيُخال لي أنني أملك العام المُقبل .. للأشياء الجديدة 

ربما؟

ربما أملك رؤية نباتات المنزل وهي تغيّر ورقها

ونبدأ فصلا جديداً

..

الفصول لا تتابع أحيان أخرى

أعلق كما تعلق الشعرة في ياقة قميص

وأنتظر أن يحملني الهواء لمآل مُختلف

هناك مكان لك شيء

أؤمن.


الطائر الأزرق الذي عرف بيوكاوسكي عن مكانه

في صدره

وأخبره أن يختبئ ويسكُن لكي لا ينفضح

يحسد صندوقي الخشبي

الذي أخبئ فيه الكلام وبعض الأضلاع والأعضاء الأخرى

لأنه يعلم أن العبرة ليست بالمكان الذي يحملنا الآن

بل بالمكان الذي يسكنه العقل كل ليلة والناس نيام

..

في عقلي صورة

لا يمكنها البقاء في الشمس طويلاً

لكي لا تبهُت

أعتقد.


--

-

تمت

Comments

الأكثر قراءةً