عن رغيف خبزٍ لا يؤكل ولكن يُحتضن




في جذور النبتة الهشّة التي انتقلت من فنجان إلى كوب رغما عنها
يتطلع ورق الأخضر لمزيد من الحياة 
لأبعد مما مُنح
ولمشاكرة النحل والطير ببعضٍ من إنجازاته
..
في الطين.. ورائحة المياه التي تغمره
فرصة جديدة
واطمئنان
وطاقة إن أدركها العالم
لكفَته
..
.

"الحياة صعبانة عليّا"
بعد دقات عدد من الآلات الموسيقية تباعا في وتيرة نبض قلبي المنخفضة
لاحت تلك البقعة المشمسة من الأرض التي يسكن فيها الصغار
ويلعبون فيها بالظلال ليتسلّوا
ويخلقون من أناملهم الأصدقاء
..

في الحكاية الأولى حيث يكمُن الدفء
حيث تنسجم الضوضاء والأصوات كلها
لتصنع رغيفا من خُبزٍ لا يؤكل.. وإنما يُحتضن
يتبقى بعض الكلام في آخر الصحن
لا تمتدّ إليه يدّ أحد
بينما تدور أكواب الشاي الفضفاضة بالسُّكَّر على الجميع
تصلهم ملئى .. تغادرهم تنأى
بما تبقّى من نعناعها
.
..


إن الوحدة لا تعني بالضرورة طاولة بكرسيٍّ واحد
بل هي اليدان التي تقبضان على الهواء.. للتشبُّث
وهي الكتف الذي يحمل نفسه
وكلما سقط.. لا تُصلب قامته إلا بمعافرته الذاتية المحضة
الوِحدة هي ذاك الصوت الذي يبرر لذاته حبكة الرواية
بعد أن يسردها على المرآة
..


"مرّيت على بيت الحبايب..من اشتياقى أناجى أهله"
السماء اليوم لم تكن مكفهرة بالبرد 
بل كانت متهللة رغم كل شيء
كان وجهها يعكس الشِباك التي ألقيتها البارحة قبل نومي
على أطراف النافذة
علّها تصطاد طيرا طامحا في الصباح
لأصادقه رغما عنه.. حتى يُعلّمني حُجّته في الغناء
والتحليق بلا ثِقَل يسحبه للأسفل
.
..

لست أنا من يبدد صوته في الزوايا
بل هو صدى الصوت
في الواقع.. كل الطاقة المبذولة كان من الأولى لها أن تحثّ نفسها على اكتمالها
أن تراعي حساسيتها تجاه ما فَهِمته من الحياة
أن تدندن برفق إلى أن يحلّ الليل
وينسدل الستار على محاولات اليوم
بوعد للبدء من الصفر مع طلعة الخيط الأبيض المُقبلة

..
.
..

انتهى

Comments

  1. خواطرك دايما بتثير التساؤلات بتدفع الواحد للتفكير والتأمل

    ReplyDelete
    Replies
    1. دة شيء يغمرني بالسعادة
      ممتنة

      Delete

Post a Comment

الأكثر قراءةً