الشاب الذي كان يتجنب الخطوط





أعيُن تحمل في طيّاتها الكثير من الغد
تفتح، كل يوم، دون انتباه للفرصة الجديد

شاب يصحو من نومه
يلبس حذاء أمسه، وكنزة أول أمسه .. يفرّش أسنانه أمام مرآة عامه المنصرم
متى يتوقف الوقت الذي يعرف مذاقه جيدا
ويبدأ آخر، ربما يكون لاذعا ومحرّضا للحياة أكثر
..
شاب يسير على مربعات ممر المشاه
يتجنب الوطء على الخطوط، لكي لا تتعارض خطوته مع خط عمره
فيسقط عن الوجود، بالخطأ


..
ينتظر في إشارة الضوء الحمراء للسائرين
وأخضر شارات السيارات يغري بالعدو نحو الطرف الآخر
وتجربة الخوف، ودقات القلب المتسارعة .. تنقشع مع بدء مرور فوج المنتظرين الذين انتمى لهم دون اختياره
وبمحض صدفة الوقت.. الذي كلما قطعه، كَبُر
كحفرة، يحسب أنه إن أخذ منها انتهت

..
شاب يأوي للفراش
يخلع عينيه على طاولة قريبة
ويعلق قميصه على سقف 
يسمع صوت جارته الخيالية التي رسم وجودها بملء إرادته
تخبره: نم، فغدا يومٌ حافل.. ولديك الكثير من المربعات التي ينبغي أن تدهسها
والكثير من الخطوط التي ينبغي أن تتجنبها
لكي لا تقطعك .. أو تأكل من عمرك
أو تعرقلك، فتسقط للأبد

تتوهج في ذهنه فكرة جديدة ليومه المقبل
فيطمح لمزيد من الخطوط التي تبدو أقل شراسة بعد فهم شهيّتها
ويقترب أكثر للشبع من وقته الآيل للانتهاء
..

Comments

الأكثر قراءةً