الثـِقـل أم الخـِفّة؟




تُصيبك حُمى الوجود، بشكل جارف
كمن فتح باب بيته الدافئ في وجه عاصفة ثلجية
إذا ما مزجت بين قراءة لميلان كونديرا، وموسيقى ساتي

سيباغتك الوجود، بشكل ثقيل وحقيقي
كأن ضغط الهواء حولك أصبح جسدا ماديا، يجثم فوق حضورك

الثقل يدفعك إلى الأرض أكثر..
والأفكار فيك، تتهامس مع بعضها البعض، وتأتي على ذكرك
فتشُعر بأنك مُراقَب.. من الداخل

أنفٌ بارد
وكفّ يدٍ توشك أن تغلي مشروبك الذي فَتَر، في قبضتها
حتى ذات المشاعر المتضاربة، التي عرفت لوغاريتمها عن  ظهر قلب
 .. تتلوّع .. فيك
في سكون من اعتاد أن يؤوي وحوشه
تارة بالأمل، وتارة برغبة مفترسة خالصة
..

"الكائن الإنساني عند الغياب الكامل للحِمل، يصبح أخف من الهواء
يصير شبه واقعي، وتصبح حركته حرة بقدر ما هي تافهة"
..
لذلك كلما خفّ الكتفان، وارتفعا
ظننا أنها حمّى، أو مرض.. يغير من هيئات الناس
ويؤثر على طريقة الانتصاب أثناء المشية
وفتّشنا بارتياب، عما يثير المزيد من التساؤلات
...

..
أيهما الأفضل، الخفة أم الثقل؟
ومن يملك مفاتح المعرفة
ونحن العالقون في أغصان ذواتنا؟
كلما مددنا عُنُق .. انكسر

-


Comments

الأكثر قراءةً