الأحمر قاسٍ جداً




 الأحمر قاسٍ جداً

لم يدَع لي فُرصة البقاء دون أن أجفل

والصيف لم يُعد يحتمل

فتحوَّل لشتاء بارد في عشرة أيام فقط

كم يُذكّرني المساء

أنني جائعة في جلدي وأرتجف

..

عيناي مُتَّسِعتان

تخافا أن تفوتهما الحياةُ في ارتجافة

تُحدِّقانِ في وجهك

وأوجه الأشباح العابرين

فلا تتعرفان على أحد

ولا حتى تُميزان الوجه الحزين الذي ينعكس على الماء في كوبي

..

روحي تلوذ بالفراش كلما زاد اتساعُ المشاعر

"هذا ثقيل.. ثقيلٌ جداً وخانق!"

أقول لنفسي وأغطُّ في سقوطٍ مدوٍ

لم يَعُد حتى يُصيبني بالصداع النصفي اعتراضاً كما اعتاد أن يفعل

جبان

حتى الصداع خاب رجاؤه ورحل

..

الخيبة لم تَعُد تقرض أطرافي

الخيبة خائبة، وحمقاء! .. 

لم تفلح هي الأخرى في تحقيق مرادها

أكلها الفأر الذي اختبأ أسفل ثلاجتي

وتناول قطعةً منها في كل صباح 

قبل أن يقرض أفكاري المتساقطة على الأرض

 كشعرٍ متقصِّف

..

صوتي جائع كجلدي تماماً

والفأر وجد غرفة ملأى بالضحايا في عقلي ليسكنها

هذه الأظافر الحادة قادرة على أن تخمش الأحمر وتنتزعه من كل شيء

أحمر وجهي الخائف

أحمر وجهك الخائف

أحمر الدم الأخير الذي يفصلنا

أحمر الدم الأخير الذي قد .. يجمعنا

أحمر قلبي المُنهك

الأحمر قاسٍ جداً

والوقت لم يَعُد يحتمل الانتظار

..

Comments

الأكثر قراءةً